الأربعاء، 24 يوليو 2019

تفسير البسملة عند الصوفيين

لا يتوفر وصف للصورة.من بديع ما جاء في تفاسير الصوفيين و تأويلاتهم ل : "بسم الله الرحمن الرحيم" ... حيث للحرف عشقه ولذته .
{بسم ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ} إشارة إلى المودة بدءًا.
🌸 بسم : الباء سر الله بالعارفين، والسين السلام عليهم، والميم محبته لهم.
الباء (بره) بأوليائه . والسين سره مع أصفيائه . والميم منته على أهل ولايته، فيعلمون أنهم ببره عرفوا سرّه، وبمنته عليهم حفظوا أمره، وبه سبحانه وتعالى عرفوا قدره.
بِسمِ: الباء كشف البقاء لأهل الفَنَاء، والسين كشف سناء القدس لأهل الأنس والميم كشف الملكوت لأهل النعوت. والباء بره للعموم والسين سره للخصوصُ والميم محبّته لخصوص الخصوص.
🌸 الله : الألف آلاء الله، واللام لطف الله واللام الثاني لقاء الله والهاء هيبة بآلاء الله فَوَلِهَ به المحبون والمشتاقون حين عجزوا عن علم شئ منه..

وقيل في قوله الله: الألف إشارة إلى الوحدانية واللام إشارة إلى محو الإشارة، واللام الثانى إشارة إلى محو المحو في كشف الهاء.
وقيل: إن الإشارة في الألف هو قيام الحق بنفسه وانفصاله عن جميع خلقه ولا اتصال له بشئ من خلقه كامتناع الألف أن يتصل بشئ من الحروف ابتداء بل تتصل الحروف به على حد الاحتياج إليه واستغنائه عنها.
الألف تجلى الحقُّ من انانيته لقلوب الموحدين فتوحدوا به وباللام الاول تجلى الحق من ازليته لارواح العارفين فانفرد بانفراده وباللام الثاني تجلى الحق من جمال مشاهدته لاسرار المحبّين فغابوا في بحار حبّه وبالهاء تجلى الحق من هويته لفواد المقربين فَتَاهُوا في بيداء التحير من سَطَوات عظمته
🌸 قوله تعالى :{الرحمن الرحيم} اسمان بُنيا للمبالغة، من رَحِمَ، والرحمة في اللغة، رَقَّةُ القلب، وانعطافٌ يقتضي التفضل والإحسان، ومنه الرَّحِم؛ لانعطافها على ما فيها.
فى اسمه الرحمن ترويحُ أرواح الموحدين ومزيد أفراح العارفين وتربية اشباح العالمين وفيه نزهة المحبّين وبَهْجة الشائقين وفرحة العاشقين وأمان المذنبين ورجاء الخائفين.
{الرحيم} هو مستند لذوي العثرات ومسرّة لأهل القربات، والرّحمن مطيّة السالكين تسير بهم الى معدن العناية والرحيم حبل الحق المجذوبين تجذبهم به الى جَمال الوصلة باسم الرحمن اَمَنهم من العقاب وباسمه الرّحيم اَتَاهُم من نفايس الثواب، الاول مفتاح المكاشفة والاخر مرقاة المشاهدة باسمه الرحمن فتح لهم الغيوب وباسمه الرحيم غفر لهم الذنوب .
{الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ} هو واقع على المريدين والمرادين، فاسم الرحمن للمرادين لاستغراقهم فى الأنوار والحقائق، والرحيم للمريدين لبقائهم مع أنفسهم واشتغالهم بإصلاح الظواهر، والرحمن المنتهى بكرامته إلى ما غاية له لأنه قد أوصل الرحمة بالأزل وهو غاية الكرامة ومنتهاه بدءًا وعاقبة، والرحيم وصل رحمته بالياء والميم وهو ما يتصل به من رحمة الدنيا والهدى والأرزاق.
ـــــــــــــــــــــــــ
* في هذا الموقع المتميز 91 تفسير للقرآن الكريم في التراث العربي و الإسلامي منها التفاسير الصوفية على اختلافها .
http://www.greattafsirs.com/Tafsir_Library.aspx…

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق