الاثنين، 3 أبريل 2017

إنها الخامسة بعد الظهر :


كنت أشاهد الفيلم الأفغاني ''الخامسة بعد الظهر '' وأقرا لوركا: "الخامسة بعد الظهر" و أدندن بيني وبيني :كانت الغرفة مقزحة بسكرة الموت في الخامسة بعد الظهر ....كانت الخامسة في ظل الأصيل ...
يبدأ الفيلم بنوغرا وهي تصعد من واد عميق في بيئة مقفرة جدباء، تحمل على كتفيها جرارا، تبحث عن الماء، وينبعث من عمق الواد الجاف أو خلف الهضبة الجرداء صوت يردد قصيدة لوركا "إنها الخامسة بعد الظهر" بحزن ...
نوغرا تحلم أن تصبح رئيسة أفغانستان ، حيث كانت تخطف رجلها الى إلمدرسة وتهرب من الكتّاب خفية عن والدها ،فتدخل من باب و تخرج من باب ، تكشف عن وجهها و تلبس حذاء أبيضا له كعب، تخفيه في محفظتها ثم تفتح مظلتها، وتتجه إلى المدرسة ، و من ثمة بدأت تخطط هي وصديقها الشاعر كيف تصوغ خطابا وكيف تعمل حملة دعائية لكسب أصوات ....
تهرب نوغرا وعائلتها - التي يغيب عنها الرجل إلا من شيخ مسن يشتغل على عربة – من خراب لخراب تبحث عن مأوى حيث يهرب بهم الأب - الملتزم دينيا - من الأماكن التي بدأت النساء فيها بنزع البرقع (فزمن الفيلم بعد سقوط نظام طالبان ) يسكنون طائرة محطمة أو خرابة أو قلعة مهدمة مهجورة ملغمة ، هناك تمشي نوغرا خطوات بكعبها العالي و تصغي لوقع خطواتها في هذا الحذاء في لحظة تتطابق وقع خطوات الحذاء مع رنين سقوط قطرات الماء في القصر و تبقى تصغي ....تسمع صوت الماء و لا تراه ولا تجده ....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ما أقساه مع المهاميز...يقول لوركا

يعطيها صديقها الشاعر قصيدة لوركا على ظهر صفحة تحمل صورتها هي قصيدة الخامسة بعد الظهر ، ترددها ليلا وهي تمشي منتعله حذاءها الأبيض في رواق القلعة المدمرة و هي تحمل مصباحا...
كانت صورتها ومرثية لوركا وجهين لورقة واحدة ...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأعود للوركا واقرأ:
إنها الخامسة بعد الظهر
نحن أمام جسد حاضر يتلاشى
ذي شكل جلي كان له بلابل
ها نحن نراه يمتلئ بثقوب ليس لها قرار

ثم يهرب بهم الأب ثانية من القلعة إلى المجهول بحثا عن دولة اسلامية بأتم معنى الكلمة ، هناك يدفن حفيده الذي مات من البرد و الجوع، و تعود نوغرا إلى ذلك الواد الأول الذي صعدت منه لتنزل إليه ثانية تبحث عن الماء و تحمل على كتفيها جرارا فارغة ،لقطة بداية الفيلم مماثلة لنهايته غير أن نوغرا تنزل ثانية تبحث عن الماء ويردد الصوت مرثية لوركا إنها الخامسة بعد الظهر ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق