الأحد، 4 مايو 2014

جولة في المنشية كما حكيت لابنتي -نورما موسى -



جولة في المنشية كما حكيت لابنتي -نورما موسى


جولة في المنشية كما حكيت لابنتي -نورما موسيه


Norma musih أستاذة بجامعة إنديانا بأمريكا نظرا لاهتمامها بالثقافة والبلاغة و التأويل رحت أتابعها ،من خلال حسابي على الأكاديمية منذ فترة لم أنتبه إلى أنها يهودية ، اليوم وجدت انها أول واحد يتابعني وفرحت بهذا جدا
كان بحثها في الماجستير بعنوان :
Angels in the Skies of Manshiye: On Three Practices of Ruination: Visual Genealogy
ومذكرة الدكتوراه: Hermeneutics and Cultural Studies Program

من باب الفضول رحت أبحث في حسابها وجدت لها عناوين أغلبها بالعبرية أذكر مرة أني أهملت فتحها لأنني لا أتقن العبرية، لا أدر اليوم كيف فتحت واحد من العناوين التي تنزلها في حسابها وجدت أمرا رائعا كان بحثها عن آثار المنشية في قلب تل أبيب وجرائم بني صهيون في حق أبناء فلسطين في أثناء بحثها في الماجستير عن المنشية كتبت ” جولة في المنشية كما حكيت لابنتي ” ثم تساؤلات من كان بالامس هنا؟ هي ترى أن هذه الاثار الفلسطينية هي شاهد على عمليات محو المعالم وقد قاومت الحجب ولم تختفي تقول : (( آثار المنشية المزروعة وسط النسيج المديني لتل أبيب 2011 وفي أجساد الذين يقضون الوقت بجوارها أو فيها، تشهد بمعنى ما على أن المنشية لم تُمحَ. تواصل اآثار فعلها،ويمكننا أن نرى فيها ليس ااحتال والطمس فقط،وإنما أماكن يُمكن أن نبدأ منها التفكير من جديد…)) ثم تبحث في وعي الاسرائيلي بهذه الاثار، ثم تروح تسأل ماذا تفعل تلك الاثار في قلب تل ابيب ووظيفتها ولم لم تمح بشكل جذري تقول: ((المباني القليلة التي بقيت مما كان مرة “حي المنشية ” مسجد حسن بك ومحطة القطار ومتحف ، هي الخارج عن القاعدة الذي يدلّ عليها » إيتسل « فهي تدلّ أيضا على القوة السيادية القادرة على اتخاذ القرار بشأن أي المباني تُهدم وأيها تُحفظ من الهدم وكيف تبدو وأي غرض تُستعمل. آثار المنشية التي تظهر في النسيج البلدي لتل أبيب ليست آثار خرائب متروكة على جوانب الطرق وإنما مبان هدموها كي يبنوها من جديد، رمموها وجددوها لتصير جزءا من الحيز. اثنان منها وكانا مبنيين عامين بناية محطة القطار والمسجد لاتزال تُستخدم كبنايتين عامتين، بينما مبنى » إيتسل «الذي كان حيزا خاصًا، بيت سكني لعائلة، تحول إلى مبنى عام مبنى يمجّد الإحتلال القسري للحي. تُنتج هذه الآثار أنساق مختلفة لعلاقات جدلية، صراعية بين ماضي المكان وحاضره. تشكل الآثار شهادة على ما كان… ))
فتحتُ الملف الذي يحمل عنوان ” جولة في المنشية كما حكيت لابنتي ” تفاجأت لما وجدت هذا النص بلغتين عربية وعبرية عمود عبري مقابل عمود عربي يتوزعان على فضاء النص ،حتى صفحة الغلاف مكتوبة بلغتين عبرية و عربية .في صورة الغلاف مبنى أول يبدو أثرا ومعلما فلسطينيا غير أنه متآكل ولكنه صامد ثم تلوح هناك مبان إسرائيلية عصرية
متحف ايسيل
تقول في بداية الكتاب ، من أجل ماذا كتبته ؟
((كتبت هذا المسار من أجل ابنتي عماليَه التي تبلغ من العمر لحظة كتابة هذه السطور أربع سنوات. ولكنني أفكر منذ ولدت كيف سأخبرها بأمر المنشية. أريدها أن تعرف أنه هنا في تل أبيب، بجانب البحر الذي تحبه كثيرا، كانت مرة حارة عاش فيها أولاد مثلها، أناس كانت لديهم حياة كاملة:رغبات وأحلام، أحبوا وكرهوا. أريد أن أخبرها دون أن أملأ قلبها برعب التهجير والدمار. أريدها أن تعرف، ولكنني أريد أن أحافظ عليها، أيضا. لهذا أنا أكتب من أجلها ))
(( عماليَه ابنتي، أريدك أن ترافقيني لجولة في المنشية, فهنالك أشياء أود أن أريك إياها وأخبرك عنها. أشياء حزينة، ولكن من المهم معرفتها لكي نفهم ولنغير، أيضا.))
ثم تذهب هذه الأم وتحاول أن تدعوابنتها لتخيل حارات فلسطين و تذكر “عدد السكان عام 1944 حوالي – 12,000 بحسب تقرير محطة شرطة المنشية وتذكر أيضا مدارسها و مصادر العيش الاأساسية ، المواقع الدينينة و تذكر البلدات الفلسطينية المهدمة وتذكر أين يتواجد اللاجئون الفلسطينيون اليوم …
- تلح على ابنتها في استعمال المخيلة لتجاوز الآن ورؤية مالانقدر على رؤيته تحرضها على الاصغاء أثناء تجولهما في الطرقات و رؤية الصور و سرد الأم لابنتها ماكان حتى يتم استدعاء ما مضى واستحضار المغيب و استعادت ذاكرة المكان عبر الاثار الفلسطينية المتبقية صامدة والتي تشكّل فضحا لإسرائيل :
(( للقيام بجولة في المنشية نحتاج إلى المقدرة على التخيل، أمر تستطيعين القيام به أفضل مني. أن جزء من الجولة في المنشية هي جولة بين طرقات وبيوت لا نستطيع رؤيتها. من أجل رؤيتها والتجول بينها علينا أن نكون في إصغاء خاص: رؤية الموجود وتخيل ما هو ليس قائما.))

- هنا أذكر بعض المقتطفات من كتابها جولة في المنشية في أرشيف الذاكرة إلا أنها بلسان عبري
1((اذا نظرت باتجاه البحر بإمكانك أن تري مسجد حسن بيك، الذي يقف كجزيرة بين ساحات المواقف من الباطون. أيام الجمعة يأتي مصلّون من المنطقة كلها للصلاة هنا…))
2((من الصعب تخيل أنه في فترة ما، منذ زمن غير بعيد، كانت كل هذه المنطقة المفتوحة مليئة بالبيوت، جزء من حارة. لو أغمضنا أعيننا وتخيلنا جميع البيوت التي كانت هنا… ))
شارع الكرمل 
3((الشارع الذي نراه في منتصف الصورة، هو شارع الكرمل [ تصوير: كورت برامر، حي المنشية، بدون تاريخ )كما يبدو قبل 1948) ]
4 ((إلى يسار مئذنة المسجد هنالك برجان: هذا هو بيت عائلة بيدس، الذي كان على تلة حملت أسم العائلة، بجوار محطة شرطة المنشية. اليوم يقف هناك فندق دان بانوراما))
5((خيرية زيدان، التي ولدت في الشيخ مؤنس عام 1928 . الشيخ مؤنس هي قرية فلسطينية، كانت موجودة في المكان الذي تتواجد فيه اليوم حارة رمات أفيف. خيرية زيدان عاشت مرة في هذا البيت، بيت بيدس، وأخبرت رنين الكثير من الأشياء الشيقة. مثلا، في عام 1944 تزوجت من زهدي بيدس، وانتقلت للعيش معه في بيت عائلته في المنشية، انه هذا البيت الذي نستطيع أن نرى منه البرجين في الصورة. خيرية التي تعيش اليوم في الرملة، أخبرت رنين عن بيت كبير جدا. بيت من ثلاثة طوابق، وفي كل طابق عاشت عائلة أخرى: في الطابق الأول عاشت مع زوجها، في طابق آخر والداه، وفي الطابق الثالث أخوه وعائلته. اليوم لا يمكن رؤية بيتها ولا حتى التلة التي وقف عليها في مرة من المرات. فكري، ماذا لو كانت خيرية، وهي اليوم جدة، تستطيع العودة للسكن هنا مع عائلتها في مرة من المرات؟ ))
6((أقيم مسجد حسن بك في العام 1916 بأيدي والي يافا العثماني، حسن بك. وقد سمّي باسمه. عاد المسجد الذي أغلق أبوابه وهُدم في جزء منه مع احتلال الحي عاد للعمل في السبعينيات نتيجة لنضالات كثيرة خاضها نشطاء اجتماعيين من يافا مقابل السلطات. شكّل المسجد خلال حرب العام 1948 نقطة استراتيجية بفضل موقعه على حدود الحي الأمر الذي حوّله ليس فقط لموقع مركزي من ناحية استراتيجية بل إلى رمز، أيضا.))
مسجد حسين بك 
7((في هذا الشارع كانت هنا دكاكين، بيوت، باعة متجولون، باصات تابعة لشركة الباصات المتحدة وعربات مع حصن )حناطير(، أتعلمين قبل أن يكون هذا العدد الكبير من السيارات كانت الناس تسافر في الحناطير! ))
8((حيث لا حاجة للخيال هنا. من الممكن فقط النظر. ولكن الناس الذين ترينهم هنا اليوم، يشترون ويشربون القهوة، لا يتحدثون العربية. الناس الذين كانوا هناوقتها، طردوا، ولا يستطيعون العودة للعيش هنا أو حتى التنزه. هذا حزين.))
9((هنا دُفنت المنشية. إنها تحت هذا العشب. دعينا نسير قليا على الرصيف قرب الماء. مرة من المرات وصلت البيوت إلى خط الماء تماما. حاليا يُغطيها العشب. حي المنشية موجود هنا تماما تحت أرجلنا. تعالي نغمض أعيننا مرة أخرى ونتخيل كيف يُمكن لهذا المكان أن يبدو عندما يعود إليه الناس الذين عاشوا هنا وعائلاتهم. تعالي نتخيل كيف سيبدو عندما نرى ونسمع اللغة العربية أيضا. هل تنجحين؟ ساعديني.))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق